قال أبو إسحاق القيرواني الحصري المتوفى سنة 413 في " زهر الآداب " 1 ص 86 : كان دعبل مداحا لأهل البيت عليهم السلام كثير التعصب لهم والغلو فيهم وله المرثية المشهورة وهي من جيد شعره وأولها : مــــدارس آيــــات خــــلت مــن تلاوة * ومنــــزل وحــــي مقــــفـر العرصات
لآل رســــول الله بالخــــيف من منى * وبالبــــيت والتعــــريف والجــــمرات
ديــــار عــــلي والحــــسين وجعـــفر * وحــــمزة والسجــــاد ذي الثفــــنــات
قــــفا نســــأل الـدار التي خف أهلها * متــى عهدها بالصوم والصلوات ؟ !
وأين الأولى شطت بهم غربة النوى * أفــــانيــــن فــي الآفاق مفترقات ؟ !
أحــــب قــــصي الدار من أجل حبهم * وأهجــــر فيــــهم أســــرتي وثــقاتي
ألم تر أني مذ ثـــلاثين حجــــة * أروح وأغـــدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيــــديهم مــن فيئهم صفرات
فآل رسول الله نحف جسومهم * وآل زياد غــــلظ القــــصــرات
بنات زياد في الخدور مصونة * وبنت رسول الله فــــي الفلوات
وقـــــبر ببغـــــداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات
عندما انشد دعبل هذه الابيات قال له الامام الرضا عليه السلام
قال له الرضا : أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك ؟ ! فقال بلى يا بن رسول الله . فقال عليه السلام .وقبر بطوس يا لها من مصيـــــبة * توقـــــد فـــــي الأحشاء بالحرقات
إلى الحـــــشر حتى يبعث الله قائما * يفـــــرج عـــــنا الهـــــم والكربات
فقال دعبل : يا بن رسول الله ؟ هذا القبر الذي بطوس قبر من هو ؟ ! فقال الرضا : قبري ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له . ثم نهض الرضا عليه السلام وأمر دعبل أن لا يبرح من موضعه .
نزول قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة وهم راكعون). فيه (2) بقوله:هذا شعر دعبل الخزاعي :نطق القرآن بفضل آل محمد * وولاية لعليه لم تجحد
بولاية المختار من خير الذي * بعد النبي الصادق المتودد
إذ جاءه المسكين حال صلاته * فامتد طوعا بالذراع وباليد
فتناول المسكين منه خاتما * هبة الكريم الأجود بن الأجود
فاختصه الرحمن في تنزيله * من حاز مثل فخاره فليعدد
إن الإله وليكم ورسوله * والمؤمنين فمن يشأ فليجحد
يكن الإله خصيمه فيها غدا * والله ليس بمخلف في الموعد
وله يمدح أمير المؤمنين صلوات الله عليه:سقيا لبيعة أحمد ووصيه * أعني الإمام ولينا المحسودا
أعني الذي نصر النبي محمدا * قبل البرية ناشئا ووليدا
أعني الذي كشف الكروب ولم يكن * في الحرب عند لقائه رعديدا
أعني الموحد قبل كل موحد * لا عابدا وثنا ولا جلمودا
وله في مدح الإمام الطاهر علي بن أبي طالب صلوات الله عليه:أبو تراب حيدره * ذاك الإمام القسوره
مبيد كل الكفره * ليس له مناضل
* * *
مبارز ما يهب * وضيغم ما يغلب
وصادق لا يكذب * وفارس محاول
* * *
سيف النبي الصادق * مبيد كل فاسق
بمرهف ذي بارق * أخلصه الصياقل
وله يرثي الإمام السبط شهيد الطف سلام الله عليه : إن كنـت محزونا فمالك ترقد ؟ ! * هـــلا بكيــت لمن بكاه محمد ؟ !
هلا بكيت على الحسين وأهله؟! * إن البكـــاء لمثــــلهم قـــد يحمد
لتضعضع الاسلام يـــوم مصابه * فالجـــود يـــبكي فــــقده والسودد
فلقـــد بكـــته في السمـاء ملائك * زهـــر كـــرام راكعـــون وسجــد
أنسيـــت إذ صــــارت إليه كتائب * فيهــا ابن سعد والطغاة الجحد؟!
فسقوه من جرع الحتوف بمشهد * كثـــر العـــداة به وقــــل المسعد
لــــــم يحفـــظوا حق النبي محمد * إذ جــــــرعوه حــــــرارة ما تبرد
قتـــــلوا الحسين فأثكلوه بسبطه * فالثــــــكل من بعد الحسين مبرد
كيف القرار؟! وفي السبايا زينب * تدعــــــو بفـرط حرارة : يا أحمد
للفائـــــدة مـنـقـول
تـحــيـاتـــــي